Admin مدير المنتدى
عدد الرسائل : 79 تاريخ التسجيل : 14/07/2007
| موضوع: يزعمون انها ارض الميعاد الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 4:24 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ارجو ان تتسع صدوركم لطول مقالتي " نسبيا " للرد على بعض الأسئلة التي تطرح نفسها عن اكذوبة المبرر القانوني والأخلاقي لأدعاء اليهود احتلالهم لفلسطين وما يُدعى انه حقهم التاريخي فيها ، انما سيبين تهافت مفهومنا الثقافي نحن ايضا كعرب مسلمون ومسيحيون عند هذه النقطة ... فبإمكان اي منكم البحث عن تاريخ فلسطين كما يورده الفلسطينيون انفسهم نقلا عن مراجع محدثيهم لتكتشفوا ان الرواية التاريخية هي رواية توراتية في مضمونها نصا نصا ولا تختلف عن رواية محدثي اليهود انفسهم إلا بسطحيات الأمور وفقط ليس منذ تاريخ بعيد انما كان ذلك مع بدئ الصراع على ارضها ..!
فنحن نتفق من حيث الرواية على كل شيئ .. كل شيئ تقريبا ، ابتداء من خروج موسى النبي عليه السلام مع متبعيه من مصر وبداية تبشيره بالديانة الجديدة ولغاية هذا اليوم !!
والفرق السطحي ما بيننا وبينهم هو اننا نعتبر : ان جميع انبياءهم ، لنا نحن المسلمون .. ونحن احق منهم في هذا الخصوص .. ! واليهود لا يعارضون ذلك طالما اننا نتبنى روايتهم التوراتية للتاريخ .. !!
الأغرب من ذلك هو اننا ونحن نتبنى " الرواية " لم نكن لنلحظ حتى تسلسلها المنطقي ونقفز \ عن جهل \ حتى عن النصوص التوراتية التي لو قارناها بكينونة التاريخ لأكتشفنا زيفها وكذبها ولكن هذا ما كان ...! ولست هنا معنيا بالبحث عن الديانة اليهودية صحيحة كانت ام محرفة انما احاول طرح ما ورد ببعض النصوص في السياق التاريخي المؤسس لفكرة ارض الميعاد كمفهوم " حاجة " لجماعة بشرية شاردة ضالة .. وارض " الميعاد " كما وردت تاريخيا ، كانت لا تفسر على انها تعني الأرض الموعودة من الرب لفئة من البشر دون فئة اخرى لأنها لو كانت كذلك ، سيضحى الرب عندئذ اله لا يحكم بالعدل ... سيكون إله متحيز وعنصري ، بل وانه يكون إلها يزرع الفتن ما بين مخلوقاته البشرية وبالتالي يفقد ثقة السواد الأعظم من البشر ..!
فأرض " الميعاد " مفهوم يعبر عن وصف لطبيعة مكان ما . حيث نستطيع ان نطلق مثلا على بلاد الشام الواقعة على شرقي المتوسط على انها " ارض الوعد ارض الميعاد " المُخلصة لمواقيتها وفصولها الأربع .. فإن زرع الفلاح بذور الحنطة في شهر نوفمبر \ تشرين الثاني مثلا فلا بد وان تمطر السماء في ذات الشهر او الشهر الذي يليه ولا بد إلا وسوف يأتي الربيع لتزهر السنابل ويتم الحصاد في بداية الصيف ... فالأرض هنا تفي بوعودها تماما في ذات المواقيت في كل سنة وعلى مدار التاريخ ... فلو تتبعتم النصوص التوراتية بعد النبي موسى لرأيتم حجم التذمر والملامة من متبعيه بعد ان اخرجهم من مصر الى الصحراء .. فسيناء على الرغم من قداستها بسبب ان الرب قد ظهر لموسى هناك ، وكلمه فيها .. وأنزل عليه " الألواح " فوق طورها المقدس ، ولكنها لم تكن ولن تكون ارض " وعد " ... ! قد تمطر هناك مرة واحدة في السنة .. وقد لا تمطر إلا بعد اربع او خمس سنوات وبالتالي فهي تخلف الميعاد وبالتالي هي ليست ارض " الميعاد " ولا يمكن الوثوق بها هذا من جانب اما من الجانب الآخر ، ( توقفوا هنا قليلا وتمعنوا ) إذ لا يمكن الحديث عن ارض " وعد الرب " قبل ان تنزل التوراة .. !! لأن الوعد كما يذكر التوراة نفسه قد اتى اولا لأبراهيم ثم لإسحاق ( ع ) اي قبل نزول التوراة بمئات السنين ...! والتوراة نزلت على موسى كتعاليم وتشريعات بعد قيادته للفارين من مصر بدليل انه استبقى اخاه للنيابة عنه في غيابه لأنه على موعد مع الإله لمدة اربعين يوما وليلة ..! ثم عاد بعدها واحضر " الواح الشريعة " التي كسرها نتيجة لغضبه الشديد لمخالفتهم تعاليمه المبدئية !
وعلى كل حال ، ان من المفيد ان نذكر ان " التعاليم " الربانية الموجهة لموسى لم تذكر تلك الجملة الناقصة : ( ارض الميعاد ) انما ذكرت جملة مفيدة تقول : ( ارض الكنعانيين ) والنبي موسى كان لا يعرف عنها اي شيئ ولا كان يدري ما يفعل فعمل على تأليف فرقة للإستطلاع والتقصي بناء لتوجية الإله .. انتبهوا جيدا للنص التوراتي في " سفر العدد" الاصحاح الثالث عشر يقول ما يلي :
( ثم كلم الرب موسى قائلا ، ارسل رجالا ليتجسسوا ارض كنعان التى انا معطيها لبني اسرائيل .... ( ! )
فأرسلهم موسى ليتجسسوا ( ارض كنعان ) وقال لهم اصعدوا من هنا الى ( الجنوب ) ! واطلعوا الى الجبل، وانظروا الارض وما هي ،
والشعب الساكن فيها ، اقوي هو ام ضعيف ، قليل ام كثير ، وكيف هي الارض التى ساكن فيها اجيدة ام رديئة ، وما هي المدن التي هو ساكن فيها، امخيمات ام حصون)
فأختار موسى اثنا عشر شخصا لإستطلاعها ثم وضع على رأسهم رجلا من رجاله المتدينين اسمه " كالب "
ثم يكمل النص قائلا :
( فصعدوا وتجسسوا الارض ، من برية صين الى رحوب في مدخل حماة ) !
ثم مكثت في فرقة التجسس في مهمتها مدة اربعين يوما وليلة ، وعادوا ليقدموا تقريرا الى موسى وقالوا :
النص : ( قد ذهبنا الى الارض التي ارسلتنا اليها ، وحقا انها تفيض لبنا وعسلا وهذا ثمرها (
قدموا لموسى عنقودا من العنب !
نتابع النص :
( غير ان الشعب الساكن في الارض معتز والمدن حصينة جدا. وقد رأينا بني عناق هناك ، العمالقة ساكنون في ارض الجنوب والحثيون واليبوسيون والاموريون ساكنون في الجبل والكنعانيون ساكنون عند البحر وعلى جانب الاردن .
,((( هناك من يحتج عندما نطرح شعار : من النهر الى البحر ... فهذا توراة اليهود انفسهم يقول لنا ذلك :
) الكنعانيون ساكنون عند البحر وعلى جانب الاردن . ( !!
اي من نهر الأردن الى البحر الأبيض المتوسط . )))
عودة للقصة : فعلى ما كان يبدو ان الجمهور الذي كان يستمع الى هذا النص الى جانب موسى قد اعتراه الخوف والفزع من ضخامة عدد السكان وقوتهم فحصل هرج ومرج فتدخل " كالب " كما يفيد النص ادناه ليسكتهم حتى يستمعوا الى ما سوف يقوله على موسى :
النص : ) لكن كالب انصت الشعب الى موسى وقال: اننا نصعد ونمتلكها لاننا قادرون عليها ،
واما الرجال الذين صعدوا معه فقالوا : لا نقدر ان نصعد الى الشعب لانهم اشد منا )
كان هذا رأي الأكثرية التي رأت انها لن تستطيع قتال اهل البلاد وسكانها .. ولتبرير ذلك افادوا برأي آخر غير الذي اتى به " كالب " رئيس " الفرقة " .. !
النص :
( فأشاعوا مذمة الارض التي تجسسوها في بني اسرائيل قائلين: الأرض التي مررنا فيها لنتجسسها هي ارض تاكل سكانها ، وجميع الشعب الذي رأينا فيها اناس طوال القامة ، وقد رأينا هناك الجبابرة بني عناق من الجبابرة
فكنا في اعيننا كالجراد .. وهكذا كنا في اعينهم )
فرفعت كل الجماعة صوتها وصرخت، وبكى الشعب تلك اليلة وتذمر على موسى وعلى هارون جميع بني اسرائيل وقال لهما كل الجماعة : ليتنا متنا في ارض مصر ، ولماذا اتى بنا الرب الى هذه الارض لنسقط بالسيف اليس خيرا لنا العودة الى مصر ، فقال بعضهم لبعض : نقيم رئيسا ونرجع الى مصر )
تأملوا بهذه النصوص
وكيف كانت فلسطين في زمن النبي موسى عليه السلام وعلى اي سند تاريخي وعلى اي حق مزعوم يدعون ..؟ فحضارة الكنعانيين في ذلك الزمن كانت تنتج العلوم والمعارف وتنشئ المدن وتقيم الحصون قبل ان يولد سيدنا ابراهيم عليه السلام وقبل ان يأتيه اسماعيل ويأتيه اسحاق ابو يعقوب الذي اسمه اسرائيل وقبل ولادة سيدنا موسى بأجيال وبالتالي قبل ان تتكون اليهودية كديانة وحتى على افتراض انهم شعب مع انها فرضية تخالف كل قوانين الطبيعة والخلق ؟؟؟ !
| |
|