منتدى العنيد
اهلا وسهلا في منتدى العنيد
منتدى العنيد
اهلا وسهلا في منتدى العنيد
منتدى العنيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى العنيد

^^^( Barbaric Tal >>> مفيد العنيد )^^^
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولاضغط للدخول لدردشة ريم سوريا

 

 مظفر النواب ورحله العمر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مدير المنتدى
مدير المنتدى
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 79
تاريخ التسجيل : 14/07/2007

مظفر النواب ورحله العمر Empty
مُساهمةموضوع: مظفر النواب ورحله العمر   مظفر النواب ورحله العمر Icon_minitimeالخميس سبتمبر 27, 2007 11:21 pm

سوف نبكي غداً

حينما نلتقي

تمسحين تراب ثلاثين عاما

من الطرقات

وضعْف عيوني بمن قد رأيت

وقد تسأليني

من الأمس والعشق ماذا بقي؟

أجيبك صمتين

حتى أوارى

وتنعب أوجاع قبري بالمطلق.


مظفر النواب



تعتبر حياة الشاعر مظفر النواب نموذجاً خاصاً في التجربة الشعرية العربية في العصر الحديث، حيث تكونت تجربته الشعرية ممزوجة مع أيامه ولياليه، ونتاجه الشعري يمثل تجسيداً لشواهد في حياة ذلك الشاعر.

وإذا كان شعر الشاعر شاهداً على حياة زاخرة بشتى ألوان الحياة فقد عكسها همّاً قومياً حاداً بجرأة عالية المستوى وبروح مسؤولة مما جعله يعيش في ضمائر الناس ممثلاً روح التمرد والعصيان على كل ما هو مخالف.

فقد حمل شعره من الأفكار ما يكفي لإعلان ثورة.. ومن الألفاظ والشتائم ما يكفي لخذلان أمة، نظم الشعر بحرارة وحرقة وتغنى به وله وكأنه بشعره يوزع ذاته على أفواه الجماهير فغزت شهرته الآفاق وانتشر شعره على الألسن والأفواه.

ولكي تكون الدراسة عميقة الرؤية واضحة الأبعاد لابد لنا أن نلقي الضوء على مراحل سيرته الذاتية لتكون منطلقاً لنا لفهم نصه الشعري.

يعتبر الشاعر مظفر النواب ظاهرة خاصة في سلوكه وحياته، فهو متفرد متشرد كما هو في شعره، تمرد على الحياة فقست عليه وأضنته بما لاقى منها فشكاها بشعر أقرب الى الوجدان منه الى الواقع.

وآه من العمر بين الفنادق

لا يستريح

أرحني قليلاً

فإني بدهري جريح

وهب حياته لشعره الذي يمثل تاريخ نضاله المحمل بخصوصية عالية والمتجه نحو الدراماتية مما انبجس عن نتاج شعري مليء بالروعة والحزن والغربة والحرمان، فجاء شعره انعكاساً لتفاعلات داخلية اعتملت وتعتمل في ذاته أخرجها صورة شعرية معبرة بأداة لغوية مبدعة وبأسلوبية فيها من الغرابة والجرأة ما ينم عن نهج جديد في البناء الشعري، لكنها تمثل حقيقة في ذات الشاعر وهي المعادل الأساسي لرحلة… شقائه غير المألوفة والتي لم ولن تهدأ.

هذي الحقيبة عادت وحدها وطني

ورحلة العمر عادت وحدها قدحي

أصابح الليـل مصلوباً على أمل

أن لا أموت غريباً ميتة الشبـح

ولد الشاعر مظفر النواب في مدينة بغداد لأبوين ينتميان الى أسرة عربية عريقة تأتت أصولها من الجزيرة العربية ويرجع نسبه أساساً الى الإمام موسى (الكاظم) بن جعفر.

ولعائلته قصة قديمة منذ فترة الإحتلال العثماني للوطن العربي، حيث هاجرت العائلة الى الهند نتيجة الضغوط التي مورست عليها إبان فترة الحكم العثماني على البلاد العربية بسبب المواقف القومية المشرفة لأفراد العائلة، فكان الثمن أن تم تهجيرهم الى الهند وهناك في الهند أصبح أراد العائلة او بعضهم حكاماً نتيجة للسمعة الطيبة التي تمتعوا بها والنسب الشريف الذي يحملونه إضافةً الى مواقفهم السياسية التي كانت سببا في انتقالهم الى الهند مما جعلهم في الصدارة في مجتمعهم الجديد "الهند" وقد لاصقت العائلة صفة النيابة حيث أصبحت نسباً لهم بالرغام من أنها صفة مهنية سياسية تأت من تلك الفترة التي قضتها العائلة في الهند كون أفراد العائلة أو البعض منهم مارس العمل النيابي أو عمل في السلطة بمعنى النيابة أو الحكم.

وبعد دخول الإنكليز الى الهند أبدت عائلة النواب معارضة للإحتلال الإنكليزي مما اضطر السلطة الانكليزية الى اتخاذ قرار بالنفي السياسي للعائلة، فاختارت عائلة النواب موطنها الأصلي "العراق" فعادت الى العراق ومعها ثروة كبيرة استطاعت أن تؤمن لها حياة مستقرة ومكانة اجتماعية عالية المستوى.

ويبدو ان عائلة النواب مفعمة بالحس الوطني والقومي تاريخياً من خلال نفيها مرات ومن خلال مواقفها الوطنية والقومية المشرفة، وليس غريباً على الشاعر مظفر النواب أن يسلك هذا السلوك الذي يعتبر متأصلاً في العائلة.

في وسط هذا الجو ولد الشاعر مظفر النواب في أسرة ثرية ارستقراطية توافرت لديها عوامل النجاح السياسي والإجتماعي إضافة الى ما اتسمت بها العائلة من ارتباط ديني من خلال الحفاظ على إحياء الإحتفالات والطقوس بالمناسبات الدينية في منزل العائلة الذي كان يتسع لمثل هذه الأعداد التي تتطلبها هذه المناسبات الدينية نظراً لضخامته.

ويبدو ان العائلة كانت تمتلك أرضية ثقافية واسعة ومتنوعة حيث كانت اهتماماتها الثقافية متعددة من أدبية ودينية وفنية، وكانت تقام المناظرات الثقافية والدينية في منزل العائلة.

وقد دعم ذلك كله معرفة مباشرة وممارسة يومية بالعزف على الآلات الموسيقية مع إجادة الغناء مما يعطينا صورة عن الجو الذي كان يعيش فيه الشاعر أيام طفولته وتكّون الإنطباعات الأولى لديه وبالطبع فإن هذا لا يتوفر إذا لم تتوافر أسباب الرفاه المادي.

إن هذا الجو بانسجامه نمّى لدى الشاعر رقة المشاعر ورهافة الحس والتذوق الفني، وإننا نلمس هذا من خلال نتاج الشاعر حيث تلوح أجواء هذه الأيام من خلال وجدانياته التي تبدو لنا بشكل فلتات محملة بالشوق والحنين الى ذلك الجو الذي افتقده.

قد كبر الشوق

عشرين عاماً وصار اشتياق

فما من دموع أداوي بها

حضرات الهموم الجليلة

إلا قميصي

وقلبي وكلمة حزن نساها الرفاق.

لقد تكونت لدى الشاعر حساسية مبكرة للكلمة والنغمة والجمال من خلال ما أضفى عليه المنزل من هذه الإمكانات التي اكتنزها في ذاكرته النشطة، حيث اكتشف أستاذه وهو في الصف الثالث الإبتدائي موهبته المبكرة في نظم الشعر، يقول الشاعر: (في إحدى المرات طلب مني معلم النحو في الإبتدائية أن أقف، وكان ذلك من أصعب الأمور بالنسبة لي، إذ كنت وقتها خجولاً منطوياً، بسبب من أني كنت الطفل الوحيد في البيت، فاعتقدت أنه يريد مني اعراب بيت من الشعر فنهضت وأنا أشعر بالإضطراب، ففاجأني بطلب غريب وهو أن أكمل بيتاً يقول صدره "قضينا ليلة في حفل عرس" قال لي الأستاذ: إذا أكملت هذا البيت سأدعك تذهب الى البيت، طبعاً لم أكن وقتها قد عرفت شيئاً عن كتابة الشعر صحيح أننا كنا نقرأ أشعارا مختلفة في البيت وفي المدرسة، ومع هذا فالارتباك والخجل جعلاني أفكر بالخلاص من الموقف فقلت مكملاً البيت: "كأننا جالسون بقرص شمس". فذهل الأستاذ وتوقف عن التدريس.. دقوا جرس المدرسة، جمعوا الطلاب في الساحة ثم جاء المدير، وأخذ يتحدث عن بيت الشعر الذي أكملته، أما أنا فلم أكن أفهم ما كان يقول ثم قام بإهدائي مجموعة كتب)1، وقد نُميت هذه الموهبة بإشراف أسرته وأساتذته الذين شجعوه على متابعة محاولاته الشعرية الأولى، يقول الشاعر عن اللحظات التي شهدت بداية اصطدام مظفر/ الطفل بالشعر (في الحقيقة لا أستطيع أن أتذكر، لأن هذا صعب جداً، ربما تكون هناك أحداث، مؤشرات شبه ممحوة ولا تزال بقايا منها في الذاكرة، جدي لوالدي كان شاعراً يكتب الشعر بالعربية والفارسية، أتذكر عندما كنت صغيراً كان يجلسني في حجره ويقرأ لي بعض القصائد والأشعار، ربما تكون هذه هي البداية، ربما.

ثم إنني ولدت في بيت كان ساحة للمواكب الحسينية التي كانت تقصده بخيولها ومشاعلها وأهازيجها. من المؤكد أن تلك الأجواء كانت قد أوجدت في داخلي شيئاً ما، طبعاً أنا لا أستطيع أن أحدده، أو ان أعي ذلك، ولكنني الآن عندما أفكر فيه أجد أن ذلك ممكناً بل وأكيداً)2.

إذاً فالمنابع الأولى التي استقى منها الشاعر صوره وأحاسيسه ورؤاه كانت مطبوعة في الذاكرة منذ نعومة أظفاره وكانت قد ترسبت بهدوء طفولي خجول مما أفسح للشاعر ذلك المتسع من استيداع صور وأفكار تراثية محملة بعواطف غاية في التمازج بين الحس الشعبي والحنين واللوعة معشقة بنكهة روح التراتيل والأهازيج الشعبية الخالصة الصدق وقد دعّم إحساسه هذا جو المنزل وثقافة الأهل حيث يقول الشاعر عن الأهل، الأم، الأب: (والدي كان يجيد العزف على العود، أتذكر أنني كنت أغني معه الأناشيد التي كنا نحفظها في الإبتدائية، أما الوالدة فغالباً ما كنت أسمعها -وأنا صغير- تردد قصيدة للشاعر القروي.. تقول القصيدة:

رولا عرب قصورهم الخيام ومنزلها حماة والشآم

والقصيدة تحكي قصة عاشق يقتل والد حبيبته. أتذكر عندما كانت أمي تصل الى الأبيات الأخيرة من هذه القصيدة تنزل دموعها فكنت أتأثر كثيراً بذلك)3.

لقد كانت هذه المؤثرات دافعاً قوياً للشاعر مما جعلت منه شاعراً ينشر ما تجود به قريحته في المجلات الجدارية في المرحلة الإعدادية والثانوية.

في المرحلة الجامعية تابع الشاعر دراسته بظروف إقتصادية قاسية حيث تعرضت عائلته الى هزة مالية عنيفة أفقدتها كامل ثروتها إضافةً الى المنزل الذي كان تقيم فيه مما ترك أثراً كبيراً في حياة الشاعر وخصوصاً افتقاده لمنزل الطفولة الذي يحمل في ذات الشاعر جملة من المفاهيم والذكريات التي ما زالت تمده بالدفء والحب والطموح وتذكره بالوقت ذاته بالواقع الذي آل إليه فتثير فيه لواعج الوجد والحزن والغربة والضياع.

تغيرت مستعجلاً أيها الفرح الضجري

وأصبح محشد أغربة سطح قلبي

يَنُحْنَ قبيل مغيب الهلال

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3oky.ahlamontada.com
 
مظفر النواب ورحله العمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مظفر النواب وكل حياته
» مظفر النواب تتمه لرحلة حياته
» القدس عروس عروبتكم ل مظفر النواب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى العنيد :: القسم الجاد السياسي :: حياة الشاعر-
انتقل الى: